هم الرجال في زمن عز فيه الرجال الأبطال، هم الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة والجهاد والتحدي والفداء، يتصدون للعدو الصهيوني بأجسادهم وبدمائهم الذكية، منذ صغره أحب الجهاد في سبيل الله، أصبح مسئول الوحدة المدفعية في كتيبة الشجاعية، رغم السن الذي لم يتجاوز اثنا وعشرين عام، لشجاعته وبطولته في مواجهة أعداء الله من الصهاينة في قصف المغتصبات الجاثمة على أرضينا المحتلة عام1948م ، ويعد والده أحد أبرز القياديين حركة حماس، فنشأ على يد والده حيث التنشئة الإيمانية والسنة المطهرة وحب الجهاد والاستشهاد، ومقارعة أعداء الله من الصهاينة، فانضم إلى كتائب الشهيد عزالدين القسام وهو يبلغ من العمر السادس عشر، فكان نعم الرجل الذي لا يعرف الكلل ولا الملل في سبيل الله ومن أجل وطنه الحبيبة فلسطين، رحلت يا أبو حمزة بعدما ظللت ثابتاً مرابطاً واقفا في وجه الغزاة الصهاينة قائلاً لهم : النفس بالنفس والسن بالسن والدم بالدم والرعب زيادة".
المولد والنشأة
ولد الشهيد القسامي القائد حمزة خليل الحية عام 1986م في حي الشجاعية لأسرة مجاهدة بين أحضان والده القيادي في حماس خليل الحية حيث سجن والده لمدة ثلاثة سنوات وكان يبلغ شهيدنا وقتها خمس سنوات فكان الاهتمام من قبل اخوانه في المسجد، وشهيدنا يعتبر أعزب، وكان يعرض عليه والده الزواج فيرفض ذلك ويقول:" يا أبي إذا تزوجت فإن الزواج سيؤخرني على عملي الجهادي".
مسيرته التعليمية
درس شهيدنا القسامي"حمزة الحية" في مدارس حي الشجاعية حيث درس المرحلة الابتدائية في مدرسة حطين، لينتقل إلى المرحلة الاعدادية في مدرسة الفرات، ويكمل مشواره التعليمي ليدرس المرحلة الثانوية في مدرسة جمال عبد الناصر، حيث كان من الذين يحصلون على درجات الامتياز والتفوق، مشهوداً له من مدرسيه بالتفوق والنجاح والمبتكر والمبدع.
وعرف عن الشهيد بنشاطه البارع في صفوف الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس، حيث يقوم بتوزيع البيانات والمنشورات التي توزعها الكتلة، وكان من المميزين مبدعاً يقترح أفكاراً على اخوانه من اجل الارتقاء بالعمل ونشاط الكتلة.
واصل شهيدنا القائد مسيرته التعليمية ليلتحق بالجامعة الإسلامية، حيث درس "دبلوم سكرتارية" وكان ذلك عام 2004م، وأصبح أحد أعضاء مجلس طلاب الجامعة الإسلامية ومسئول لجنة العمل التطوعي، وشهد له اخوانه بنشاطه الدءوب ومساعدته للطلاب، ولم يستمر طويلاً في مسيرته الجامعية، ليتفرغ للعمل الجهادي في مقارعة أعداء الله من الصهاينة الغاصبين
علاقته مع والده القيادي في حماس
كانت تربط الشهيد القسامي حمزة الحية مع والده الدكتور خليل الحية القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس علاقة محبه واحترام تختلف عن باقي العلاقات، يقول شقيقه كان حمزة مطيعاً لوالده لا يقصر في أمراً يطلب منه، يحب والده حباً شديداً.
اتصف شهيدنا المجاهد بصفات المؤمن التقي العابد الزاهد، المقيم لليل والواصل للنهار بالصلاة، فكان من الذين صدقوا الله وصدقوا أنفسهم فأكثر من صيام النوافل، وقيام الليل، والتسبيح والصلاة على الحبيب محمد"صلى الله عليه وسلم"
احترامه للكبير والصغير
وتميز شهيدنا القائد القسامي بالصبر فكان صبوراً لا يغضب من احد، يحترم الجيران والأحباب وكل من تعرف عليه، وعن أسراره يقول شقيقه كان حمزة خفي في عمله كتوماً لدرجة كبيرة، مخلص في كل الأعمال التي يكلف بها، عرف عنه أنه مقاتل صنديد، وأسد عزيمته كالحديد، فكان مع الكبير والصغير الأخ والصديق، فرحمة الله عليه، كنت إذا نظرت لوجهه وجدت حلاوة الإيمان وعظمة الإسلام العظيم، المؤمن الصادق مع الله، المخضرم في كل المواقف.
على موائد القران
التزم شهيدنا القسامي حمزة الحية منذ صغره على موائد القران في عائلة قدمة أكثر من عشرة شهداء في سبيل الله، فحافظ على صلاة الجماعة في مسجد السلام القريب من بيته في حي الشجاعية، وامتاز بالمحافظة على صلاة الفجر في الصفوف الأولى هذه الصلاة التي تشتكي إلى الله من قلة روادها، وارتبط بعلاقات أخوية في الله مع الشباب المسلم في المسجد، وكون علاقات طيبة مع الكثير من الشباب المسلم، فكان ذا أخلاق إسلامية عالية، وعلى أثرها تعلق بالكثير من أبناء الحركة الإسلامية، محبوباً للجميع ولمن عرفه.
تأثره بهم
تأثر شهيدنا المجاهد بأبناء بالكثير من الشهداء لاسيما بالشهيد القائد القسامي "عبد القادر حبيب" وبالشهداء من عائلته وهم الشهيد "عبد المجيد الحية" والشهيد "نمر الحية" والشهيد "علاء الحية" و"إبراهيم الحية" و"محمد الحية" و"إسماعيل الحية" و"جهاد الحية" و"صلاح الحية "عندما استهدفتهم دبابات الاحتلال الصهيوني عندما كانوا يجلسون في ديوان عائلتهم وكان ذلك عام 2007م.
مسئول العمل الجماهيري
التحق شهيدنا المجاهد منذ بداية الأقصى في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس، فلازم اخوانه في جميع حلقات الذكر والدروس الدعوية، محفظ العديد من الأشبال على كيفية تلاوة القران، مشاركاً في جميع الأنشطة المسجدية، وعمل في عدة لجان ومن أبرزها اللجنة الفنية واللجنة الثقافية واللجنة الرياضية، ولجهده ونشاطه الدءوب كلف أميراً للعمل الجماهيري في منطقة الشجاعية، وتميز بخطه الجميل، وكانت له العديد من الشعارات في المناسبات
مع جماعة الإخوان المسلمين
والتحق شهيدنا القائد القسامي بعد مشوار طويل قضاه مع اخوانه في حركة حماس في خدمة دينه ودعوته ليؤهل للالتحاق بجماعة الإخوان المسلمين عام2003م فأعطى بيعته التي سعى لها طويلاً، وانفتح له بذلك باب الكريم لتتحقق به اسمى أمانيه التي يحلم بها ليل نهار، ويضرع إلى الله أن يرزقه الشهادة، ويعتبر "نقيب" في جماعة الإخوان المسلمين، وكان مثالاً في الالتزام والسمع والطاعة والارتقاء بنفسه وإخوانه في خدمة الدين والدعوة الإسلامية الغراء.
منذ صغره في صفوف القسام
يقول أحد قيادة القسام بدأ الشهيد "حمزة" عمله العسكري منذ صغره، وكان وقتها لا يتجاوز السابعة عشر عاماً، وتجند على يد القائد القسامي "عبد القادر حبيب"، وبدا يعمل في رصد الأهداف ، وكان يخرج إلى الأماكن الشرقية من حي الشجاعية لرصد الجيبات والدبابات،ويكمل رفيق درب الشهيد:" يذكر في أحد الأيام تأخر في الليل،وكان وقتها شهر رمضان المبارك، وعاد في اليوم الثاني وافطر على ورق العنب مع الشهيد القسامي" أشرف عبد السلام الحية" لأنه لا يوجد سوى ورق العنب.
وبعد رصد الأهداف انضم إلى مجموعات القسام المرابطة وبدأ يعمل في مجموعات الشهيد القسامي "إياد الحلو" رحمه الله، ومن تميزه وشجاعته، كان يذهب إلى أماكن تحتاج إلى شجاعة وقوة في الصفوف المتقدمة، ولم تكن لدى حمزة الخبرة في بداية الاجتياحات الصهيونية في المناطق المختلفة لقطاع غزة،إلا أن قيادة القسام وجدة عنده قوة القلب، فكان يجهز العبوات لتفجير الدبابات،وشارك في العديد من الاجتياحات، وكان له دور بارز في صد الاجتياحات، وكانت مهمته في الاجتياحات ضرب التجمعات والدبابات بقذائف الهاون، واطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية كتغطية لعمل المجاهدين، ومن كثر تميزه وسريته وكتمانه وشجاعته حصل على دورة في الوحدة الخاصة في صفوف القسام، ومن ثم دورة إعداد مدربين ليصبح من معدين المجاهدين، وكن برفقته الشهيد القسامي "عامر الغماري" والشهيد القسامي "مهدي زيدية" والشهيد القسامي "عاهد شمالي" والشهيد القسامي القائد "عمار مشتهى"، ومن كثر سريته وكتمانه كان يقول له اخوانه في مسجده:"اصبر يا حمزة إن شاء الله بعد ما تتفوق في الثانوية العامة بدهم يخلوك تعمل في الجهاز العسكري لكتائب القسام، وهم لا يدرون أن الملثم الذي يدربهم في الليل "حمزة" وبدأ يتدرج في العمل لينتقل إلى لجنة العمل في صواريخ القسام في كتيبة الشجاعية حتى أصبح مسئولاً عليها، وشارك في العديد من اطلاق صواريخ القسام على المغتصبات الصهيونية وقبل استشهاد بيوم اطلاق ما يقارب ستة صواريخ على مغتصبة "سيديروت"، ويشير شقيق الشهيد أن "حمزة" أخر حياته كان لا ينام الليل في البيت، وهو مرابط على الثغور ويقوم بتفقد المجاهدين من كتائب القسام والمدافع المنصوبة، وكان يحس الشهيد أن فراقه عن هذه الدنيا قد شارف على الانتهاء، خاصة وأن عمله العسكري خطير.
لقاءه بالله وهو صائم
لم يكن الشهيد القسامي القائد حمزة الحية يعرف النوم تاركاً قبل البيت لمدة يومين قبل استشهاده لانشغاله في اطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية وإحداث الرعب فيها، وفي صباح الخميس بتاريخ 28-2-2008م صلى الفجر جماعة وطلب نية الصيام، وبعد ذلك خرج إلى مهمة جهادية في جنوب قطاع غزة لإطلاق دفعة من الصواريخ على احدى المغتصبات،برفقة الشهيد القائد القسامي "جواد طافش" والشهيد القسامي المجاهد "رامي خليفة" فأثناء تجهيزهم الصواريخ قامت طائرات الاحتلال"الزنانة"برصدهم واطلاق صاروخاً عليهم فأصابهم اصابتاً مباشرة، فاستشهد على الفور وهو ملاقي ربه صائماً.
رحمك الله كم أرعبت الصهاينة بصواريخ القسام جعلتهم لا يعرفون النوم انتقاماً لدماء أطفال فلسطين والمجاهدين القساميين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق